إسرائيل ستقاتل حماس .. بعد أن تملأ حماس المخازن
موقع اخباري - نقلا عن دنيا الوطن
ورأى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، أليكس فيشمان، أنه ليس من الأهمية بمكان من نفذ العملية، المهم أن قتل الإرهابيين على حد تعبيره صب في مصلحة المصريين والإسرائيليين على حد سواء، كما قال في تحليل نشره أمس الأحد.
وأضاف فيشمان أن الحكم الانتقالي الذي يُديره العسكر في مصر، وتحديدًا وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي يُعاني من مشاكل جمة، ومنها الخلاف بين الإخوان وبين معارضيهم، لافتًا إلى أن الأمر الوحيد الذي يجمع المعسكرين هو كره الدولة العبرية، وبالتالي، فإن ما ينقص حكم العسكر الآن، قال المحلل فيشمان، هو قيام الدولة العبرية بالاعتداء على السيادة المصرية، ذلك أن برأيه ما تبقى لمصر اليوم هي الكرامة الوطنية فقط، لافتًا إلى أنه من سخرية القدر، ففي الفترة القصيرة التي كان فيها محمد مرسي رئيسًا لمصر تحسن بشكل كبير التنسيق والتعاون الأمني بين الدولة العبرية ومصر، مضيفًا أنه من وراء الكواليس ما زال التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب على نفس الوتيرة حتى بعد عزل مرسي عن الحكم من قبل الجيش المصري، على حد قوله.
إلى ذلك، قالت صحيفة ‘جيروزاليم بوست’ في عددها الصادر أمس الأحد إن الأوضاع الأمنية المتردية في سيناء والنشاط المتزايد للجماعات المسلحة بداخلها تُشكل التهديد الأكبر على الأمن القومي الإسرائيلي، في ظل التكتم الإسرائيلي وعدم قدرتها على الإعلان رسميا عن تحمل قيامها بتنفيذ غارات على الأراضي المصرية. وتشير التقارير الإعلامية، التي تجاهلها الإعلام العبري، إلى أن طائرة إسرائيلية بدون طيار أغارت وبشكل مباشر على جماعة جهادية أطلقت على نفسها (أنصار بيت المقدس) كانت تحاول إطلاق صواريخ على مدينة إيلات، في حين أن الجيش المصري وعلى لسان المتحدث باسمه قد نفى تلك الأنباء، إلا أن الجانب الإسرائيلي قد التزم الصمت والهدوء حيال ذلك، جدير بالذكر في هذا السياق أن السلطات الإسرائيلية قامت يوم الخميس الماضي، أيْ قبل يوم من العملية بإغلاق مدينة إيلات تحسبا لوقوع عملية إرهابية، ولكنها بالمقابل لم تُعلن من هي الجهة التي تنوي القيام بالعملية.
وبحسب ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية، التي اعتمدت على مصادر أمنية وصفتها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، فإن شبه جزيرة سيناء أصبحت مثل قطاع غزة عشًا للدبابير’ للأنشطة الارهابية على حد وصفها، إلا أن سيناء تختلف بعض الشيء عن القطاع وذلك كونها محافظة صحراوية شاسعة وأراضي ذات سيادة مصرية، الأمر الذي يصعب على ‘الدولة العبرية التعامل معها، كما أن إسرائيل تتعامل بحذر شديد مع الجانب المصري بسبب اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين، على حد قول المصادر عينها.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن الجيش الإسرائيلي على استعداد كامل للتعامل مع أي تهديد مفاجئ وتحديده بسرعة، مشددةً على أن التعامل معه سيكون بكل دقة وقوة، وتشمل تلك الاستعدادات المنطقة الواقعة بين معبر كرم أبو سالم وحتى مدينة إيلات على طول الحدود مع مصر. علاوة على ذلك، أوضحت المصادر الأمنية في تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي قام بتجهيز السياج الحدودي بأجهزة استشعار الكتروني متطورة مرتبطة بغرف التحكم، كما عمل على تحسين قدرات الاستخبارات الميدانية في المنطقة وكذلك نصب القبة الحديدية بالقرب من مدينة إيلات. في حين أن قيادة المنطقة الجنوبية تقدر أن الهجوم على المناطق الإسرائيلية من قبل الجماعات المسلحة لا تزال مسألة وقت فقط.
ورأت المصادر أن الوضع مع شبه جزيرة سيناء بات معقدًا من ناحية أمنية، والتهديدات تتعاظم، مع إمكانية شن هجمات وتنفيذ عمليات خطف على أنواعها. أما مرابطة الوحدات العسكرية هناك، والتي كانت تعد في الماضي مرابطة استجمام، فتحولت إلى مرابطة حقيقية من كل النواحي: الوسائل القتالية والموازنات والقوة البشرية.
وتابعت المصادر قائلةً إن قسمًا من الإرهاب في هذه المنطقة يتحرك قادمًا من قطاع غزة (فلسطيني)، وقسم آخر من سيناء نفسها (البدو)، وفي الآونة الأخيرة، وصلت إلى شبه الجزيرة أعداد ممن أسمتهم المصادر باللاجئين الإسلاميين، من خريجي الحرب في العراق وأفغانستان، ويمتلكون خبرة قتالية غنية.
وحذرت المصادر من تلاقي هذه العناصر والوسائل القتالية غير المحدودة الموجودة في سيناء، الأمر الذي يعني أن الحدود لن تبقى هادئة. مع ذلك، شددت المصادر على أن الجهد الأساسي المبذول إسرائيليًا لا يتعلق فقط بمنع الإرهاب من سيناء، بل في الطرق والأساليب التي تمنع الإرهاب، وفي الوقت نفسه عدم الإضرار بالسلام مع مصر. من هنا، أوضحت المصادر الأمنية الإسرائيلية بأن الدور الأساسي يبقى للاستخبارات والمعلومات الاستخبارية والتشويش على الأعمال العدائية، كما أن التعاون مع مصر هام جداً، هذا إن أرادت ذلك، مع الكثير من الأمل والحظ. أما في ما يتعلق بقطاع غزة، فنوهت المصادر الإسرائيلية بالإنجاز الإسرائيلي الذي تحقق في أعقاب عملية (عامود السحاب) في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، وتحديدًا الاتفاق المبرم مع مصر والولايات المتحدة لمنع تهريب السلاح إلى القطاع. ورأت أن الاتفاق كان ناجعًا، وأكثر بكثير مما جرى تقديره في إسرائيل، إذ إن المصريين يريدون بالفعل منع تحول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى مواجهة إسرائيلية مصرية.
وبحسب المصادر، فإن الحوافز المصرية فاجأت حركة (حماس)، وبعدما انفصلت بشكل تام عن إيران، عادت إليها أخيرا، وها هي تطلب المساعدة من طهران، سواء بالمال أو السلاح. لكن، متى تندلع المواجهة مع غزة؟ كان هذا السؤال الذي تحدثت عنه المصادر قائلةً إن ذلك لن يقع في المدى المنظور، بل في أعقاب إنهاء حماس ملء مخازنها من الوسائل القتالية، التي جرى إفراغها في عملية عامود السحاب، على حد قولها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق